"نهايتك ستكون بالسويس".. عبارة لعرافة أمريكية لاتزال ترن بالتأكيد بأذن الرئيس السابق حسين مبارك،
وهو علي سريره داخل محبسه بسجن طرة، فامتناعه عن زيارة المحافظة طوال 30 عامًا تمثل مدة حكمه
لم يمنع من أن تكون نهايته مرتبطة بالمدينة التي اشتعلت الشرارة الأولى لثورة يناير من قلب شوارعها.
فمدينة "الصمود" التي يطلق عليها البعض "سيدي بوزيد مصر" قدمت طليعة شهداء ثورة 25 يناير بغية
الإطاحة بحكم مبارك ونتاج عداء استمر بينه وبين أبناء المدينة طوال أعوام حكمه، والذين رسخ في نفوسهم نبوءة العرافة لمبارك.
ويعتقد كثير من أبناء السويس أن ما وصفوه بإصرار مبارك علي عدم الاعتراف بدور المحافظة التاريخي
وإلغاء عيدها القومي وحرمانها من مساعدات هيئة قناة السويس وإبقائه لمدة 12 عامًا علي محافظ يقولون
إنه مرفوض شعبياً.. نتاج لتلك النبوءة وعوامل أخرى كثيرة تتعلق برفضهم لنظامه وحزبه الوطني المنحل.
"لطالما أسقط السوايسة الحزب الوطني في انتخاباتها النيابية بالضربة القاضية ما عدا المزورة منها"...
هكذا يؤكد حسن مصطفي (فنان بالسويس) محددًا تلك الانتخابات "المزورة" بانتخابات عامي 1995 و2010.
ويعتقد مصطفى أن ذلك الإصرار من قبل أبناء السويس على إسقاط الحزب الوطني المنحل تسبب في
انتشار البطالة والفقر في المحافظة التي تحتضن قناة السويس ومشروعات الخليج بخلاف عدد هائل من
المصانع والشركات "التي حرم منها أبناء السويس ورفض تعيين أبنائهم داخلها فكانوا وقودا للثورة".
ويعتقد حامد حسب، مؤرخ المقاومة الشعبية بالسويس، أن شعب السويس لديه قناعة بأن مبارك يربطه
بالمدينة عداء بسبب "عرافة أمريكية" أكدت له أن نهايته ستكون بالسويس، حيث اعترف مبارك لمقربين
منه بهذه النبوءة مما يفسر رفضه الدائم لكل الدعوات التي أرسلتها قيادات الوطني بالمحافظة من أجل
إقناعه بدخول السويس مكتفيًا فقط بزيارة العين السخنة عن طريق طائرته".
ويؤكد الناشط السياسي، أحمد يوسف، أن من يتتبع حكم مبارك وقراراته سيعرف أنه كان على رأس تلك
القرارات حرمان السويس من عيدها القومي وإلغائه، فمن يصدق أن يمنع الاحتفال بالعيد القومي وعدم
اعتباره إجازة رسمية رغم من أن تلك المدينة الوحيدة في التاريخ التي اعتمد أبناؤها علي هزيمة
الإسرائيليين بأيديهم، لهذا خرج السوايسة الآن ليعبروا عن أنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق